الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد..
فما ذكرت أيها السائل الكريم من رفع عذاب القبر في رمضان عن سائر الأموات مؤمنهم وكافرهم قد نص عليه غير واحد من أهل العلم ؛ فنقله
النفراوي المالكي عن اليافعي في الفواكه الدّواني فقال :
"بَلَغَنَا أَنَّ الْمَوْتَى لَا يُعَذَّبُونَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ تَشْرِيفًا لَهَا. قَالَ : وَيَحْتَمِلُ اخْتِصَاصَ ذَلِكَ بِعُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ دُونَ الْكُفَّارِ، وَعَمَّمَهُ فِي بَحْرِ الْكَلَامِ فِي الْكَافِرِ أَيْضًا قَال :
إنَّ الْكَافِرَ يُرْفَعُ عَنْهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَتَهَا وَجَمِيعَ شَهْرِ رَمَضَانَ"اهـ، ونقله من المالكية أيضاً العدوي في حاشيته على شرح كفاية الطالب.
ونفس الكلام نص عليه من الحنفية ابن عابدين في حاشية رد المحتار؛ والحموي صاحب غمز عيون البصائر في شرح الأشباه؛ بل لقد اعتبرا
ذلك في كتابيْهما مذهب أهل السنة والجماعة.
وقد نص عليه من الشافعية الإمام المناوي في فيض القدير نقلاً عن ابن القيم .
ونص عليه من الحنابلة ابن رجب في أهوال القبور لكن على سبيل التضعيف، حيث قال :
[وقد يرفع عذاب القبر في بعض الأشهر الشريفة فقد روي بإسناد ضعيف
عن أنس بن مالك : أن عذاب القبر يرفع عن الموتى في شهر رمضان...] اهـ.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
* الخلاصه :
بعض أهل العلم اعتبر أن عذاب القبر يرفع عن سائر الأموات في رمضان، وضعف ذلك ابن رجب؛ وإن لم نقف على أصل في الموضوع. هذا
والله أعلى وأعلم وأحكم